جميل أن تعمد الجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى تنظيم منتدى وطني لشبابها من أجل فهم حاجياته وتطلعاته حتى تتمكن من صياغة سياسة وطنية للشباب تضمن لها المزيد من إشراكه في تنمية البلاد الاقتصادية والاجتماعية وتمكنها من الحصول على إستراتيجية فعالة لتنفيذها، مستعينة على ذلك بآراء قادة الرأي في البلد والشركاء في التنمية، ومنطلقة من أجل ذلك أيضا من تحسيس الشباب حول الأهداف التنموية الكبرى للبلد والتحديات الكبيرة التي يواجهها في طريق أدائه لدوره المنوط به، وكذلك من إنشاء حركة جمعوية وطنية للشباب القادرين على مواكبة وتطور البلاد.
حضور متميز..
والأجمل من ذلك هو الحضور الشبابي المكثف الذي تميز به المنتدى حتى عجزت قاعة "قصر المؤتمرات" من احتوائه، في مشهد أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه ينبأ عن مدى وعي الشباب الموريتاني بدوره الحيوي في النهوض بالوطن ودفع عجلة التنمية فيه، مجسدا ذلك في حضوره المكثف لكل الفعاليات الوطنية التي تعنى بالشباب وتسعى بشكل أو بآخر إلى الرفع من مستواه التكويني والتأهيلي، والذي تتعانق فيه دوما حجم المسؤولية الملقاة على الشباب في إنجاحها مع مستوى عال من الحضور الشبابي المتميز من حيث المسؤولية وحسن السلوك واللباقة في التعامل مع المنظمين وهو ما قد يشهد عليه كل من حضر المنتدى.
ارتجالية فوق العادة..
لكن مما ساءني وأنا أشارك في أعمال المنتدى أو ما يمكن أن أسميه بـ"الفكرة الرائدة والفريدة" هو تلك الارتجالية التي طبعت عملية إخراجه، والتي انعكست بشكل واضح على إخراج طبعته الأولى بل ربما تعصف بها وتحول دون تحقيق المنتدى الشبابي لأهدافه المرجوة منه وبالتالي وأد عملية إشراك الشباب في التنمية في مهدها بعد أن أصبحت ضرورة تفرض نفسها وخصوصا في ظل المتغيرات الراهنة.
وحتى نضع النقاط على الحروف، فقد تم كأول إجراء "تنظيمي" خارج القصر تقسيم أعداد هائلة من البطاقات على المشاركين من الشباب والكهول - على حد السواء – كان معيار "الوساطة" و"القرب" "والولاء الإيديولوجي" الحاضر الأبرز فيها الشيء الذي جعل الحضور يفوق الطاقة الاستيعابية للقصر الذي يدعى بقصر المؤتمرات الدولي، وأدى بلجنة التنظيم أن تلجأ إلى الإبقاء على العديد من المشاركين في باحة القصر بعد أن منعتهم من الدخول للقاعة الرسمية بحجة امتلاء القاعة.
تسييس وأدلجة..
والأمر من ذلك هو كون الأمر – أعني معايير تقسيم البطاقات - يمكن أن يكون شاهد عدل على إمكانية تسييس هذا المنتدى وإخضاعه للصراعات الأيدلوجية الذي بات بعض المشاركين يتخوف منه أكثر من غيره الشيء الذي – وقع بالفعل - قد يسرع بموت المنتدى سريريا على الأقل إن لم يقض عليه بشكل كامل.
فيما كان الإجراء الثاني داخل القاعة هو عدم توزيع خارطة المقاعد داخل القصر على الوفود والمدعوين بل حتى على المشاركين، حيث عملت لجنة التنظيم على عدم تخصيص مقاعد وإن قلوا للصحافة الوطنية الساعية لتغطية الحدث الشبابي الهام واكتفائهم بمنحهم بطاقة غير موقعة تسمح لهم فقط بدخول القاعة دون أدنى مميزات.
صورة مهينة..
ضف إلى ذلك سعي اللجنة إلى حشر الشباب المشاركين الذين هم المعني الأول والأخير في زاوية ضيقة بمؤخرة القاعة في صورة مهينة - حسب تعبير أحدهم – وتنبأ بجلاء بأنه لا شيء قد تغير حتى الآن فالأمر لا يعدوا كونه رتوش مضلل يكرس السياسات المعتمدة عند الأنظمة المتعاقبة نحو العناية بالشباب والتي مل الشباب اجترارها، دون جني أي فائدة منها - يعلق آخر -.
استمارة ودعوات..
كما أن تقسيم استمارة معقدة على الشباب المشاركين دون أن يتلقوا أي دورة تكوينية أو شرح على الأقل من اللجنة المشرفة، حتى يستطيعوا التعامل معها بما يضمن استفادة الوزارة منها والبناء عليها في صياغة السياسة الوطنية للشباب التي تعد أحد الأهداف الرئيسية للمنتدى أيضا من الأمور التي قد تنسف بالجهود المبذولة في سبيل إنجاح المنتدى، بل ستعمل بلاشك على إفشاله لا قدر الله ذلك.
وفي صورة أخرى من صور الارتجالية - التي قصمت ظهر البعير – ما كان من المشرفين على المنتدى من تقصير في جانب الدعوات، حيث لم تصل لا المؤسسات المعنية بالشأن الشبابي ولا المؤسسات الإعلامية المستقلة العاملة في البلد أي دعوة لحضور هذا الحدث الهام والذي كان من المفترض أن يكون محل اهتمام للقطاع الإعلامي عكس ما تم من إقصائه بشكل مقصود آو غير مقصود مكتفين، بالمؤسسات الإعلامية الرسمية أعني الإذاعة والتلفزة.
تنبيه..
وانطلاقا من حاجة الشباب - في ظل المتغيرات الدولية الراهنة – لهذا النوع من المنتديات الشبابية بل إلى البرلمانات الشبابية على غرار ما هو واقع في العديد من دول العالم، ولأنني أحد هذا الشباب وأعاني معاناتهم وأحمل همومهم، فإني أنبه إلى بعض الأخطاء الكبيرة التي سجلتها أيام مشاركتي في منتدى الشباب الوطني من باب النقد البناء، يحدوني الأمل في أنها ستسجل عند الجهات المعنية حتى يقوم على أساسها المنتدى وتتم الاستفادة منها من طرف الجهة المذكورة في النسخ القادمة من طبعاته وإلى أن ينجح المؤتمر أو يفشل - وهو ما لا نبغيه - يبقى أمل الشباب معقودا في ما قد يتحقق من نتائج كانت متوخاة من المنتدى وكيف ستنعكس على واقع الشباب المزري حقيقة؟
حضور متميز..
والأجمل من ذلك هو الحضور الشبابي المكثف الذي تميز به المنتدى حتى عجزت قاعة "قصر المؤتمرات" من احتوائه، في مشهد أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه ينبأ عن مدى وعي الشباب الموريتاني بدوره الحيوي في النهوض بالوطن ودفع عجلة التنمية فيه، مجسدا ذلك في حضوره المكثف لكل الفعاليات الوطنية التي تعنى بالشباب وتسعى بشكل أو بآخر إلى الرفع من مستواه التكويني والتأهيلي، والذي تتعانق فيه دوما حجم المسؤولية الملقاة على الشباب في إنجاحها مع مستوى عال من الحضور الشبابي المتميز من حيث المسؤولية وحسن السلوك واللباقة في التعامل مع المنظمين وهو ما قد يشهد عليه كل من حضر المنتدى.
ارتجالية فوق العادة..
لكن مما ساءني وأنا أشارك في أعمال المنتدى أو ما يمكن أن أسميه بـ"الفكرة الرائدة والفريدة" هو تلك الارتجالية التي طبعت عملية إخراجه، والتي انعكست بشكل واضح على إخراج طبعته الأولى بل ربما تعصف بها وتحول دون تحقيق المنتدى الشبابي لأهدافه المرجوة منه وبالتالي وأد عملية إشراك الشباب في التنمية في مهدها بعد أن أصبحت ضرورة تفرض نفسها وخصوصا في ظل المتغيرات الراهنة.
وحتى نضع النقاط على الحروف، فقد تم كأول إجراء "تنظيمي" خارج القصر تقسيم أعداد هائلة من البطاقات على المشاركين من الشباب والكهول - على حد السواء – كان معيار "الوساطة" و"القرب" "والولاء الإيديولوجي" الحاضر الأبرز فيها الشيء الذي جعل الحضور يفوق الطاقة الاستيعابية للقصر الذي يدعى بقصر المؤتمرات الدولي، وأدى بلجنة التنظيم أن تلجأ إلى الإبقاء على العديد من المشاركين في باحة القصر بعد أن منعتهم من الدخول للقاعة الرسمية بحجة امتلاء القاعة.
تسييس وأدلجة..
والأمر من ذلك هو كون الأمر – أعني معايير تقسيم البطاقات - يمكن أن يكون شاهد عدل على إمكانية تسييس هذا المنتدى وإخضاعه للصراعات الأيدلوجية الذي بات بعض المشاركين يتخوف منه أكثر من غيره الشيء الذي – وقع بالفعل - قد يسرع بموت المنتدى سريريا على الأقل إن لم يقض عليه بشكل كامل.
فيما كان الإجراء الثاني داخل القاعة هو عدم توزيع خارطة المقاعد داخل القصر على الوفود والمدعوين بل حتى على المشاركين، حيث عملت لجنة التنظيم على عدم تخصيص مقاعد وإن قلوا للصحافة الوطنية الساعية لتغطية الحدث الشبابي الهام واكتفائهم بمنحهم بطاقة غير موقعة تسمح لهم فقط بدخول القاعة دون أدنى مميزات.
صورة مهينة..
ضف إلى ذلك سعي اللجنة إلى حشر الشباب المشاركين الذين هم المعني الأول والأخير في زاوية ضيقة بمؤخرة القاعة في صورة مهينة - حسب تعبير أحدهم – وتنبأ بجلاء بأنه لا شيء قد تغير حتى الآن فالأمر لا يعدوا كونه رتوش مضلل يكرس السياسات المعتمدة عند الأنظمة المتعاقبة نحو العناية بالشباب والتي مل الشباب اجترارها، دون جني أي فائدة منها - يعلق آخر -.
استمارة ودعوات..
كما أن تقسيم استمارة معقدة على الشباب المشاركين دون أن يتلقوا أي دورة تكوينية أو شرح على الأقل من اللجنة المشرفة، حتى يستطيعوا التعامل معها بما يضمن استفادة الوزارة منها والبناء عليها في صياغة السياسة الوطنية للشباب التي تعد أحد الأهداف الرئيسية للمنتدى أيضا من الأمور التي قد تنسف بالجهود المبذولة في سبيل إنجاح المنتدى، بل ستعمل بلاشك على إفشاله لا قدر الله ذلك.
وفي صورة أخرى من صور الارتجالية - التي قصمت ظهر البعير – ما كان من المشرفين على المنتدى من تقصير في جانب الدعوات، حيث لم تصل لا المؤسسات المعنية بالشأن الشبابي ولا المؤسسات الإعلامية المستقلة العاملة في البلد أي دعوة لحضور هذا الحدث الهام والذي كان من المفترض أن يكون محل اهتمام للقطاع الإعلامي عكس ما تم من إقصائه بشكل مقصود آو غير مقصود مكتفين، بالمؤسسات الإعلامية الرسمية أعني الإذاعة والتلفزة.
تنبيه..
وانطلاقا من حاجة الشباب - في ظل المتغيرات الدولية الراهنة – لهذا النوع من المنتديات الشبابية بل إلى البرلمانات الشبابية على غرار ما هو واقع في العديد من دول العالم، ولأنني أحد هذا الشباب وأعاني معاناتهم وأحمل همومهم، فإني أنبه إلى بعض الأخطاء الكبيرة التي سجلتها أيام مشاركتي في منتدى الشباب الوطني من باب النقد البناء، يحدوني الأمل في أنها ستسجل عند الجهات المعنية حتى يقوم على أساسها المنتدى وتتم الاستفادة منها من طرف الجهة المذكورة في النسخ القادمة من طبعاته وإلى أن ينجح المؤتمر أو يفشل - وهو ما لا نبغيه - يبقى أمل الشباب معقودا في ما قد يتحقق من نتائج كانت متوخاة من المنتدى وكيف ستنعكس على واقع الشباب المزري حقيقة؟