بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 13 يونيو 2010

الإعلام الموريتاني المقروء.. رؤية من الداخل

الشيخ داداه ولد آباه
cheikhdadah85@gmail.com


يعول المواطن الموريتاني في الوصول إلى المعلومة والوقوف على حيثياتها، على عشرات الصحف اليومية "المستقلة" والمواقع الالكترونية الأكثر "استقلالية" والتي تقدم خدمة إخبارية يرى القائمون عليها أنها تعتمد في صناعتها "الصدق" و "الحياد" و "الموضوعية" و "المهنية" بعيدا عن الميولات السياسية والإيديولوجية وتغليب الهوى، شأنهم في ذلك خدمة الوطن والمواطن بشكل عام والنهوض بالإعلام الموريتاني بشكل خاص، وذلك طبقا لتعريفات الصحافة المتعارف عليها باعتبارها مهنة البحث عن الحقائق ونشرها بطريقة رشيدة تنفع المجتمع وتنميه.
 
ولأن الأمر الواقع - على ما يبدوا لي - مختلف تماما عما كان يجب أن يكون عليه الإعلام الموريتاني المستقل اليوم، في ظل تطور وسائل الاتصال واحتكارها لسلطة التأثير في شريحة عريضة من المجتمع كان لا بد لي أن أقف – ولو وقفة بسيطة - مع الإعلام الموريتاني المستقل لإبراز حقيقته "المرة" والتنبيه على خطورة وضعه الحالي مساهمة مني في تنوير المجتمع الموريتاني الذي يتفرج عن كثب على إعلام تتحكم فيه بشدة ثنائية "الهوى" و"الزبونية"، دافعه في ذلك شغف البحث عن المعلومة الممزوج بحسن النية.
إن نظرة بسيطة إلى الإعلام الإلكتروني في موريتانيا – وما جعلني أخص الإعلام الإلكتروني عن الورقي لأن الأخير يعتمد بشكل أساسي على الأول أي أن الإعلام الورقي ما هو إلا نسخة طبق الأصل من الإعلام الإلكتروني – سيلحظ وبجلاء ما أريد أن أتحدث عنه من تحكم لثنائية الهوى والزبونية في هذا الإعلام الوليد، بحيث أن الإعلام "المستقل" في موريتانيا بات يخدم هوى القائمين عليه وانتماءاتهم السياسية والإيديولوجية الضيقة أكثر من خدمته للمواطن الذي أصبح حائرا بين معسكرات إعلامية – إذا صح التعبير – لا حصر لها.
منها الإعلام "النظامي" - أي الناطق باسم النظام – الذي لا يقدم من الأخبار والتقارير ولا حتى مقلات الرأي إلا ما يخدم "النظام الحاكم" ويروج لسياساته وحكمه "الرشيد"، وذلك بطريقة سافرة - للأسف- لم تعد تخفى على المواطنين الأغبياء أو "المتبهللين" على لغة بني حسان، أحرى أن يخفى عن ذوي البصائر، وفي مقابل هذا الخدمة المجانية التي يقدمها للنظام الحاكم تراه أيضا يصف المعارضة بأتفه الأوصاف ويصورها بأنها غول يريد أن يبتلع الدولة والمجتمع حتى تبقى أثرا بعد عين.
 ومنها الإعلام "المعارض" الذي لا يتورع من تسفيه أحلام النظام الحاكم في بناء الدولة والحكم الرشيد ورئاسة الفقراء - هذا إن اعترف له أصلا بوجود تلك الأحلام – وفي مقابل ذلك أيضا يسعى إلى وصف المعارضة بأنها الرقيب المتفاني والناصح الأمين والمخلص الأبدي من ويلات الاستبداد وسوء التسيير وما إلى ذلك من الأوصاف..
وفي خضم هذا الانتماء السياسي يأتي الانتماء الإيديولوجي الذي يزيد هو الآخر من هذا التقسيم ويوسع دائرة الهوية بين المؤسسات الإعلامية والمواطن مضيفا في الوقت نفسه تقسيمات جديدة للتقسيمات السالفة، بحيث تجد الإعلام الإسلامي والإعلام القومي، البعثي والناصري...إلخ
وبين هذه التقسيمات السياسية والإيديولوجية تضيع الحقيقية ويغيب الإعلام الموريتاني "المفترض" القائم على الصدق والحياد والموضوعية والمهنية ليبقى المواطن هو الضحية.
وبالتالي اصبح بإمكاننا القول بغياب "الحقيقية" وانعدام أثرها في مخرجات إعلامنا اليوم - وهذه حقيقية يجب أن يقر بها كل إعلامي موريتاني – كما يمكن القول أيضا بغياب الحياد والموضوعية والمهنية في التطبيقات والمعالجات الإعلامية.
وللتنويه فأنا لا أعارض أن تكون للمؤسسات الإعلامية في موريتانيا - وفي غيرها من دول العالم - هوية أو انتماء سياسيا أو إيديولوجيا وإنما الذي أعارضه هو أن تكون هذه الهوية على حساب الحقيقية.

إن الإعلام الموريتاني اليوم - وهذه حقيقة مرة – يمكن وصفه بأنه لعبة خطرة في يد "أطفال" مدللين، يلعبون بها بطريقة أقرب إلى اللعب بالنار منها إلى معالجات إعلامية هامة ومهمة، ولذلك هم مهرة في صناعة الأخبار الكاذبة ليتهجموا بها أحيانا على من شاءوا من عباد الله وبدون استحياء لا من الله ولا من الناس، وفي أحايين أخرى من أجل الترويج لهذه الفئة أو تلك.
والغريب في الأمر أن بعض الإعلاميين يدفعه الفضول إلى اختلاق أخبار كاذبة، فقط لأن مصادره الإخبارية – إن كانت موجودة أصلا – لم تسعفه في ذلك اليوم بخبر جديد وأحيانا أخرى بحجة الجري وراء السبق الإعلامي.
وليس ذلك فقط بل من المؤسسات الإعلامية من لا تتحرز من المساهمة في  تزوير التاريخ من خلال نشر بعض المقالات الكاذبة والمليئة بالمغالطات – هذا إذا كانت تخدم هويتها وفكرها وانتماءها السياسي – وذلك لأن الفكرة في نظر تلك المؤسسات الإعلامية - أو علة الأقل بعض القيمين علها - تجب خدمتها ولو بالكذب والتملق والتزوير، وليس هذا فقط بل تسعى بعض المؤسسات الإعلامية إلى التعتيم على كل الأخبار والمقالات التي تخدم جهة غير تلك التي تتبع لها هذه المؤسسة مخالفين بذلك مبدأ حرية الإعلام ومجهزين على ضرورة الانفتاح الإعلامي بما يخدم تنمية ورقي البلد.
إن وجود هذا النوع من الإعلام "الاستنساخي" أو إعلام "ملء الفراغ" أو الصحافة "الصفراء" أو "البشمركة" - سميه ما شئت - قد يكون طبيعيا - شيئا ما – إذا ما تعلق الأمر ببلد لا توجد به ولو كلية واحدة للإعلام وجل القائمين على مؤسساته الإعلامية هم من غير المتخصصين في هذا الفن بل مجرد حثالة من البشر احترفت الاقتيات من الإعلام وركوب أمواجه بحثا الشهرة والمنصب والجاه.
إن هذا الواقع المتردي للإعلام الموريتاني اليوم يجعل من المهم جدا الحديث أو المبادرة إلى إنشاء معهد أو كلية للإعلام في موريتانيا تعمل على تكوين الإعلاميين الموريتاني الحاليين وتخريج أطر إعلامية لاحقة قادرة على النهوض بالإعلام باعتباره نبض المجتمع ومرآته العاكسة، الشيء الذي سيساهم - بلاشك - في تنمية البلد وخلق فضاء رحب لتبادل الرؤى التي تخدم البلد والمواطنين أولا وأخيرا بعيدا عن التجاذبات السياسية والإيديولوجية المقيتة.
إن هذا الواقع جعلني أكون سعيدا ذات مرة بتصريحات وزير الاتصال الموريتاني في مؤتمر صحفي له مع مجموعة من الوزراء الموريتانيين بوزارة الاتصال، حين قال في رده على أحد الصحافة كان قد سأله عن إمكانية مقاضاة الدولة لمن تهجموا على المعارضة من خلال تقرير إخباري في وسيلة إعلام عمومية حيث قال "إن هذه الأخطاء الإعلامية هي أمر طبيعي وناتج عن عدم خبرتكم أنتم الصحافة، مضيفا أن الصحافة في موريتانيا تحتاج إلى التكوين ولذلك سيسعى إلى إنشاء معهد للإعلام بالمدرسة الوطنية للإدارة بهدف تكوين الصحافة حسب تعبيره".
كما جعلني أيضا أسعد أكثر بلقاء وزير الدفاع الموريتاني بالصحافة الموريتانية لمناقشة الكيفية التي يجب أن يتناول بها الإعلام قضايا الجيش.
ولأنني أتحفظ جدا على تصريحات وزير الاتصال هذه تماما كما أتحفظ على لقاء وزير الدفاع الموريتاني بالصحافة لما في الأولى من التستر على فضيحة إعلامية بينة ولا يمكن السكوت عليها والثانية من صبغ الإعلام بالصبغة العسكرية والإدلاء عليه برداء الدكتاتورية الهدامة، إلا أن السعادة التي غمرتني اتجاه هاتيتن القضيتين هو كوني أحس فعلا بخطر الإعلام ليس على الجيش أو على المعارضة أو على النظام، وإنما أحس بخطره على المواطن والمواطن فقط، وذلك لأن الإعلام – لمن لا يعلم – هو من يملك القوة الخارقة في التأثير على المجتمع وخصوصا في ظل ثورة المعلومات، بحيث أنه يقترض منه أن يكون المشكل الأساسي للأفكار والثقافات والضامن الأساسي للحفاظ على الهوية والمنمي الأول لملكة الوعي من خلال التبصير بالحاضر بناءا على تفسيره للماضي مما يمهد الطريق لرسم المستقبل المنشود بعد التنبؤ به، والأكثر من ذلك فهو قناة تماسك المجتمعات ووحدتها.
ومن هنا – ومن خلال هذه الرؤية المتواضعة للإعلام الموريتاني – فإنني لا  أعمم هذا التردي الإعلامي على جميع المؤسسات الإعلامية العاملة بالبلد، لأن التعميم قد ينجر عنه عدم الإنصاف، وذلك لأنه توجد أيضا بعض المؤسسات الإعلامية المحترمة – رغم قلتها - والتي تقوم بواجبها الإعلامي في جو التوازن والصدق والحياد والموضوعية، كما أنه من غير الإنصاف أن أقول أن كل الإعلاميين الموريتانيين غير متخصصين لأنه يوجد أيضا بعض الإعلاميين المتخصصين أو - على الأقل - خاضوا تجارب إعلامية ناجحة قدمت للمجتمع الجيد والمفيد رغم قلتهم أيضا.
كما أنني لا أحمل الإعلامي الموريتاني كل المسؤولية – بالرغم من أنه يتحمل الجانب الكبر منها – بقدر ما أحمل المواطن الموريتاني جانبا من المسؤولية في تردي الإعلام وهزالة مخرجاته وذلك لأنه – على الأقل - قبل بالأمر الواقع ورضخ له إن لم يكن ساهم - بشكل أو بآخر - في حصوله.
ولذا فإني ادعوا المواطن الموريتاني كما ثار في السابق على تردي الأوضاع المعيشية في البلد أن يثور أيضا في الوقت اللاحق على الإعلام في موريتانيا ثورة حقيقية ليس أقلها المقاطعة الكاملة له حتى يراجع وضعيته ويقوم بخطوات جادة نحو تغييره.
كما ادعوا الدولة – التي هي أيضا تتحمل جانبا أكبر من المسؤولية – إلى أن تسعى وبشكل جاد وسريع إلى العمل على النهوض بقطاع الإعلام وتطويره وأن تحشد مواردها وإمكانياتها لتكوين الإعلاميين الموريتانيين تكوينا حقيقيا حتى يتسنى لهم القيام بهمتهم الإعلامية على أكمل وجه.
كما ادعوا الدولة كذلك إلى فتح كلية للإعلام أو معهد - على الأقل- لتخريج كادر إعلامي متخصص قادر على النهوض بالإعلام، أن تحيط المؤسسات الإعلامية بالعناية التامة حتى تتخطى وضعيتها الحالية بما يضمن لها مزيدا من التألق والازدهار.
ولا أنسى هنا أن ادعوا جميع النقابات الصحفية الوطنية أن تنصب جهودها حول النهوض بالإعلام وأن تلعب دورها المنوط بها في ذلك.
وأيضا ادعوا جميع الإعلاميين إلى الوقوف مع أنفسهم وقفة محاسبة بهدف الوقوف على أخطائهم الإعلامية ومحاولة تصحيحها بعيدا عن التعنت والإصرار، وأن يتوبوا توبة نصوحا من تلك الأخطاء على نية عدم العودة إليها وأن يعقدوا العزم على رسم مسار إعلامي جديد يتأسس قدسية الخبر والحياد في تقديمه وحرية الرأي وفتح المجال واسعا لظهوره هذا مع العمل على أن تتربع الحقيقة على عرش المخرجات الإعلامية في المسار الجديد.
وأخيرا إن بلدا يئن تحت وطأة ثالوث الفقر والجهل والتخلف حري بنهضة إعلامية مرموقة تضمن له التنمية والتقدم والازدهار.

الجمعة، 4 يونيو 2010

في استقبال محمد غلام (سفير الحرية)..

الشيخ داداه ولد آباه
cheikhdadah85@gmail.com


قدر الله أن أكون من بين الذين استقبلوا سفير الحرية ورافع علم موريتانيا على سفينة مرمرة وهو الأمين العام للرباط الوطني لنصرة فلسطين الأستاذ محمد غلام ولد الحاج الشيخ، فقرت عيني بتفاصيل الاستقبال بدءا بقاعة الشرف بمطار انواكشوط مرورا بالاستقبالات الشعبية له عند باب المطار والمسيرة الراجلة التي رافقت السيارة التي أقلته من المطار وحتى مقر تواصل وانتهاء بخطابه المميز والمفعم بالحيوية والإيمان والأدب والتواضع لله عند مقر التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل).
 

ولأنه رجل ضحى بنفسه وماله وجهده ووقته وكل ما يملك من أجل نصرة فلسطين وكسر الحصار عن غزة ولأن قلوب الموريتانيين تتلهف للقراءة عن تفاصيل إستقباله لذلك أردت أن  أنشر هذه الكواليس التي سجلتها - بصعوبة - من مختلف محطات الاستقبال.
كانت ليلة جميلة بكل المقاييس نسيم بارد نتنسمه ونحن في انتظار سفير الحرية في قاعة "الشرف" بمطار انواكشوط، كوكبة من قادة البلد العلمية والسياسية والفكرية والثقافية وعلى رأسهم العلامة محمد الحسن ولد الددو ترابط في قاعة الشرف تنتظر من رفع رأس موريتانيا ومثلها في أسطول الحرية - مساهما ولو بشق تمرة في كسر الحصار عن غزة – تنظر بفارغ الصبر أن ينزل هذا السفير من سلم الطائرة، وما هي إلا ساعات حتى سمعنا أزيز الطائرة فتهادى القوم – من وزراء سابقين ورؤساء أحزاب سياسية وقادة الفكر والرأي في البلد - إليها وما هي إلا بضع دقائق حتى أطل إلينا من باب قاعة الشرف حيث زاحمه باقي المستقبلين - من الذين لم يسمح لهم باستقباله عند سلم الطائرة – أطل سفير الحرية بثغر مبتسم – رغم علامات الإرهاق والتعب البادية عليه – فبدأ يسلم على هذا وذاك– بتواضع جم –، يمد يده إلى الصغير فينحني له تماما كما ينحني للشيخ الكبير، ولسانه ينطق بعبارات الحمد والشكر لله، وقبل أن يتجاوز عتبة الباب كان على موعد مع الصحفيين الذي يتلهفوا إلى عباراته الجميلة الأديبة "فأرسلها عبارات تشق السبع الطباق لتدك الحصون والمعاقل في دويلة الكيان الصهيوني البغيض قائلا " أشكر الموريتانيين الذين اختاروني ممثلا لهم في أسطول الحرية وأنا مستعد للرجوع لأن أمثلهم مرة أخرى في قافلة أخرى وأقول: إن مما اكتشفته عن قرب أن هناك كيانا بغيضا توفر له الحماية من دول غربية ليكون معول هدم للأمة الإسلامية وهذا الكيان لا يتورع عن أي كذبة يقولها لتبرير ما يقوم به من أعمال إجرام يقوم بها وأضيف أن كل السخافات التي سوقوها والتي تقول باستعمالنا للعنف ضدهم وحملنا للسلاح هي كذب وزور ولا أساس لها من الصحة"، وبعد هذا التصريح مباشرة خرج السفير ولد الحاج الشيخ من قاعة الشرف ليطل على الجماهير التي تنتظره عند بوابة المطار الخارجية حينها تعالت الهتافات والتكبيرات ولم تتمالك الجماهير التي غص بها مطار انواكشوط نفسها فأنكبت عليه لتحييه عن قرب بل تحظى بسلام عليه – ولأنه كان مرهقا – كان لزاما على المحيطين به أن يسرعوا إلى السيارة التي ستقله – وهي سيارة العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو – ليقربوها منه ليركبها علها أن تخفف من ضغط الجماهير عليه، ومن إن ركبها حتى أطل من نافذتها العلوية ومعه الشيخ محمد الحسن ولد الددو فبدأ يحيي الجماهير التي تقترب من السيارة وتحاول التسلق عليها مما جعل الشرطة تتدخل لمنع الجماهير من تسلق السيارة، تحركت السيارة – التي أحاط بها رجال الشرطة من كل جانب - في سير بطيء نحو حزب تواصل لترافقها الجماهير في مسيرة راجلة وأخرى بالسيارات وذلك lن مطار انواكشوط وحتى مقر حزب تواصل – حيث كان في انتظاره أيضا آلاف الموريتانيين- نزل السفير من سيارته وصعد إلى المنصة المخصصة والتي زينت بصور أبطال الأمة من أمثال الشيخ راد صلاح ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأيضا بالأعلام - الموريتاني و الفلسطيني و التركي – وخطب خطبة هزت أركان الجمهور "قال فيها إن قيامي بهذ الرحلة - هو اصطفاء من الله لي – وهدفي منها هو مرضاة الله وأن يتقبل مني خطوات خطوتها مع أولئك الأخيار من أحرار العالم، كما قال أن سفينة مرمرة – التي كان هو من بين ركابها – أنها كانت تحمل خلاصة العالم أي 650 راكبا من مختلف دول العالم، وأضاف عشنا في هذه السفينة أجواء من الود غير عادية وكان من بين ركاب السفينة يهود ونصار وعرب أي أنها فلعا كانت تحمل خلاصة العالم في جو من الود والتراحم وكنا نحمل هما واحدا هو نصرة فلسطين وكسر الحصار عن غزة، كنا نتحدث في هنا عن خبث يهود لكننا في رحلتنا هذه شاهدنا مظاهر ذلك الخبث وكنا نرى كتاب الله يصدق فيهم من حيث أنهم قوم لا خلاق لهم وقوم جبناء وما إلى ذلك من الأوصاف التي لا تليق إلا بهم وقال أن كل النوائب التي تحل بأمتنا هي عامل إيقاظ لها" وتحدث عن واقعهم قفي السفينة وكيف أنها كانت تحمل شبابا مسلما يتحلق للذكر للصلاة وقراءة القرآن وأضاف "قضينا أياما مع أمة عظيمة هي تركيا.
وكرر سفير الحيرة ولد الحاج الشيخ قولة أردوغان أن مصير فلسطين مرتبط بمصير اسطنبول ومصير القاهرة. 
وما إن أنهى كلمته التي تخللتها العديد من المقاطع الشعرية الجميلة والمؤثرة والتي استنهضت - بلاشك - شباب موريتانيا حتى انصرف - مودعا كل الحضور - ليأخذ قسطا من الراحة بعد أن أكمل المهمة على أحسن وجه ورفع العلم الموريتاني من على سفينة مرمرة ورفع شعار الرباط الوطني لنصرة فلسطين في أسطول الحرية وأعطى لشباب الأمة درسا يقتدى به في التضحية والبذل..
فهنيئا لك يا سفير الحرية.. هنيئا لك بطل الأمة.. هنيئا وهنيئا وهنيئا... 

الأربعاء، 2 يونيو 2010

إن ساعة الحسم قد حانت

إن ساعة الحسم قد حانت: هي كلمة قالها أمير دولة قطر في وقفة مشرفها له - تنضاف إلى مواقفه السابقة من الحرب الإسرائيلية الأخيرة الظالمة على قطاع غزة - على أثر قصف دولة الكيان الصهيوني لأسطول الحرية على شواطئ غزة، وأكررها معه – وإن كنت مجرد مواطن عادي وكارثة أن تكون مواطنا عاديا كما قال الكاتب الصحفي والمفكر الإسلامي فهمي هويدي – لكنها كلمة أعذر بها إلى الله وأريدها أن يسمعها مني كل أحد تماما كما سمعها كل العالم مما يمكن أن يطلق عليه إسم "رجل الأمة" وأمير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.

إن هذا القصف البشع والعدوان الغاشم الذي قابلت به الدولة العبرية أسطول الحرية الذي أبحر منذ أيام نحو الشواطئ الغزية تحت شعار "وجهتنا فلسطين نحمل مساعدات إنسانية" لدليل على استخفاف هذا العدو بالأمة الإسلامية والعربية وآن للأمة الإسلامية أن تضع حدا لهذا الاستخفاف من عدو جبان وحقير لا يقيم للإنسانية وزنا – ربما لأصوله الحيوانية – فهم حقا أحفاد القردة والخنازير سواء اعتبروا ذلك خطابا معاديا للسامية أم لم يعتبروه كذلك؟
إن ساعة الحسم فعلا قد حانت.. فلم نعد الآن نقتنع بالبيانات الفارغة ولا التصريحات الخاوية ولا المواقف الجوفاء بل نريدها حربا لا هوادة فيها يشارك فيها الرئيس والمرؤوس، الصغير والكبير، الرجل والمرأة، ونريدها غضبة عارمة رسمية وشعبية وطنية ودولية في الشوارع والأزقة وفي كل مكان من البلاد الإسلامية، فلا نكتفي بإرسال الرسائل فحسب وإنما نريد العمل على أن تتخذ إجراءات سريعة وعاجلة على أرض الواقع تجرم هذا العدو الغاصب وتكبل مسؤوليه بالقيود وتضعهم في الزنازين بل محاكمتهم على الفور وتطبيق حكم الإعدام عليهم.. فالوضع يا أمة الإسلام ويا أمة المليار مسلم لم يعد يحتمل.. فلا قانون يحكمنا بعد اليوم في تعاملنا مع أي صهيوني على وجه الأرض "فاليوم أقولها وبصراحة – كلنا إرهابيون- نعم كلنا إرهابيون، لأن الإرهاب الصهيوني الذي تجاوز الخطوط الحمراء يجب أن لا يقابل إلا بإرهاب يماثله بل يفوقه بشاعة حتى نقتص لأنفسنا ولأبناء أمتنا..
ومن هنا أحيي كل شهداء أسطول الحرية – الذين أتمنى لو كنت بينهم – وأشد على عضدهم جميعا، كما أحيي كل من شارك في هذا الأسطول المبارك الذي انطلق من أرض العثمانيين المباركة حاملا مساعدات إنسانية - لا غير - لشعب أبي صامد في وجه العدوان منافح عن أرض الإسراء والمعراج.

وأحيي هنا وبشكل خاص الأستاذ محمد غلام ولد الحاج نائب رئيس حزب تواصل وممثل بلاد شنقيط في الأسطول والإعلامي الموريتاني محمد فال ولد بوخوصة مراسل قناة الجزيرة الإنكليزية الذي يرافق الأسطول هو الآخر.

أحيي الجرحى الذي سقطوا في الهجوم الغاشم وعلى رأسهم شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح شفاه الله وعافاه، كما أحيي الجرحى والشهداء الأتراك الذي كان لهم نصيب الأسد في هذا الهجوم البشع والظالم.

أحيي كل المواقف التي اتخذت حتى الآن من طرف قادة ورؤساء الدول الإسلامية وأشد على عضدها وننتظر مواقف أخرى مشرفة وأكثر تأثيرا..

أحيي كل الدول التي طردت سفراء العدو الصهيوني وتلك اكتفت باستدعائهم وأتمنى أن يكون ذلك تمهيدا لطردهم خاسئين من بلاد الإسلام والمسلمين.

وأخيرا أذكر العالم الإسلامي والعربي أجمع رؤساء ومرؤوسين بأن ساعة الحسم قد حانت وآن لرابطة الدين والدم والإنسانية أن تحرك العالم أجمع لإنقاذ إخواننا في أرض الإسراء والمعرج وتحرير أقصانا من أيدي الصهاينة الغاصبين والقضاء على دولة الكيان الصهيوني.
وحسبنا الله ونعم الوكيل..