تعج الساحة الجامعية بالعديد من النقابات "الطلابية"، التي تدعي كلها "وصلا بليلى وليلى قد لا تقر لها (جميعا) بذاك" إلا أن في الساحة أيضا "لافتة " بيضاء كانت السباقة إلى الظهور في الساحة النقابية الجامعية منذ بدايات التشكل النقابي الجامعي في موريتانيا وحتى أيامنا هذه، ومنذ ذلك الحين وبياضها الناصع يتمدد ليتغلغل – من خلال العمل الخدمي والتربوي والمؤسسي الجاد - في نفوس الطلاب وتصبح جزءا لا يتجزأ في حياتهم الجامعية بل لتجدد "ليلى" إقرارها بالوصل الذي ما انقطع يوما ولا حتى نالت منه لحظات الهجر والفتور .
فبعد أن رسم الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا الصورة الناصعة الجميلة بكل المقاييس في السنة المنصرمة من خلال فوزه بأغلبية ساحقة فاقت 60% في الكليات الأربع، وذلك في انتخابات الجامعة التي حصل بموجبها على أغلب ممثلي الطلاب في مجالس الكليات والمجالس العلمية والتربوية، بما يضمن له المشاركة الفعالة في خدمة الطلاب في المجال الأكاديمي والتربوي هاهو الآن يرسم صورة أخرى من صوره المميزة، أبهرت المشاهدين والمهتمين بالشأن النقابي الجامعي ويتمثل ذلك في تنظيم انتخابات داخلية نزيهة وشفافة بشهادة الجميع، حيث أحكمت أجزاء الصورة المذكورة بفضل الله أولا وبفضل إدارة مشرفة حكيمة ونزيهة ثانيا، أظهرت هذه اللجنة المشرفة بحق مدى ديمقراطية ومؤسسية الإتحاد الوطني بل وقدرة أفراده المحترمين على تسيير مؤسسية الإتحاد بعيدا عن التجاذبات "الصبيانية" بما ضمن لها أن تظل النقابة الفعالة الوحيدة التي توائم بين حمل هموم الطلاب وحل مشاكلهم العالقة وبين أن لا تنسى تجديد هياكلها بشكل مؤسسي وديمقراطي وشفاف.
ولتجديد هياكله بشكل مؤسسي وديمقراطي نزيه، وبالخصوص أعضاء المؤتمر الخامس الذي يعتزم الإتحاد تنظيمه ربما قريبا وأيضا أعضاء أقسام الكليات قدم الإتحاد في سبيل ذلك ما سميته "عشرية الانتخابات الناجحة" حيث وفق الإتحاد في الإشراف الحقيقي والمميز على هذه العشرية وغيرها، مما سهام بحق في إنجاح الانتخابات، وإخراجها بالحلة التي أبصرها الكل وأبهر بها الجميع، والعشرية المذكورة هي كالتالي:
1- استطاع الإتحاد الوطني بفضل الله أولا وبفضل مناضليه الأفذاذ ثانيا، وعلى مدى أشهر قليلة أن ينظم حملة للانتساب – تمهيدا لتجديد المؤتمر والأقسام- فريدة وناجحة بكل المقاييس، رفعت رصيده من المنتسبين بما يؤشر إلى العلاقة الحميمية التي كانت وما زالت تربط الطلبة الجامعيين بممثلهم الوحيد والأوحد، الذي منحوه الثقة كاملة على مدى عشر سنوات على الأقل إنه بحق الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا.
2- استطاع الإتحاد الوطني – على الرغم من إمكاناته المحدودة – أن يفرد طاقما متمرسا وكان على مستوى التطلع، حيث استطاع هذه الطاقم أن يجمع وينظم بيانات الطلاب المنتسبين للإتحاد في برنامج معلوماتي لتسهيل الحصول على بيانات كل طالب واستخراجها عند اقتضاء الحاجة ذلك، من خلال قاعدة البيانات هذه، وهو ما يساعد الإتحاد في أن يكون له تصورا وخريطة حقيقية تضم معظم الطلاب المنتسبين للتعليم العالي.
3- استطاع الإتحاد الوطني من خلال جهوده المضنية والناجحة التي بذلها في عمليتي الانتساب وقاعدة البيانات أن يحصل على لائحة انتخابية تنم بحق عن مدى القدرة الخارقة للإتحاد على تنظيم انتخابات داخلية ناجحة في كل جزئية منها، وهو ما تأكد للمتتبعين حينما شاهدوا العدد الهائل من الطلاب الجامعيين المشمولين في اللائحة الانتخابية التي صبغت جدران الجامعة بألوانها الزاهية بل أبهروا حينما شاهدوا الأسلوب الأمثل الذي اعتمدته اللائحة لتضمن للطالب سهولة حصوله على بياناته في أرع وقت ممكن.
4- وفق الإتحاد الوطني حينما علق اللائحة الانتخابية أسبوعا على الأقل قبل يوم الاقتراع لتمكين الطلبة الذين لم تشملهم اللائحة لسبب ما أن يلحقوا باللائحة في الوقت المناسب بما يضمن إكمال النقص الذي لا يسلم منه أي عمل بشري.
5- وفق الإتحاد الوطني حينما أفرد عدد من أجهزة الحاسوب مدعمة باللائحة الانتخابية لتمكين الطلبة من حصولهم على بياناتهم في أسرع وقت ممكن.
6- وفق الإتحاد الوطني حينما أفرد أكثر من عشرة مكاتب للتصويت في مختلف كليات جامعة انواكشوط والمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، لتسهيل عملية التصويت.
7- وفق الإتحاد الوطني حينما أختار بعناية فائقة رؤساء مكاتب التصويت ومساعديهم حيث كانوا على مستوى الظن بهم سواء من حيث الاستعداد والعمل الجاد أو من حيث التعامل الراقي مع الناخبين الطلبة.
8- وفق الإتحاد الوطني حينما عين لإدارة الانتخابات لجنة مشرفة متمرسة وحكيمة على رأسها السيد الأمين العام محمد محمود ولد عبد الله، حيث كانت هذه اللجنة المشرفة على نفس المسافة بين كل اللوائح المتنفسة مما منح هذه اللوائح فرصة فريدة للتنافس الشريف دون أن تسجل لا اللوائح المعارضة الممثلة في تحالف لوائح "الوئام" ولا اللوائح الموالية الممثلة في تحالف لوائح "الخيار" ، أية خرقات ولا حتى ملاحظات تشير إلى أي نوع من أنواع الانحياز من طرف اللجنة المشرفة لأية لائحة كانت بل على العكس أشاد كل طرف من الأطراف المتنافسة بأجواء الانتخابات ومدى نزاهتها وشافيتها شاكرين اللجنة المشرفة على دورها الفعال في إنجاح الانتخابات وخلق أجواء التنافس الشفاف.
9- وفق الأمين العام للإتحاد الوطني ورئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، حينما امتنع عن التصويت حتى لا يتهم بالانحياز، مكتفيا بالإشراف على الانتخابات والزيارات الميدانية لكل مكاتب التصويت بهدف الوقوف على مجريات وسير العملية الانتخابية والإجابة على تساؤلات رؤساء المكاتب وإكمال النقص وسد الثغرات بما يضمن إخراج الانتخابات في الثوب الذي يليق بانتخابات الإتحاد الوطني أن تظهر به.
10- وفق الإتحاد الوطني بحق في تنظيم انتخابات داخلية ناجحة ونزيهة وشفافة بكل المقاييس – ما في ذلك مقاييس الأعداء – تمخضت عن 158 مؤتمرا قادرين على تحمل المسؤولية في رسم سياسة عامة لمؤسسة الإتحاد تحمل هموم واهتمامات وتطلعات الطلبة الجامعيين هذا إضافة إلى ما يقارب ثلاثين عضوا في مختلف أقسام كليات الجامعة والمعهد العلي للدراسات والبحوث الإسلامية، قادرون هم الآخرون على دفع عجلة النضال نحو تحقيق المطالب الطلابية والرفع من المستوى المادي والمعنوي للطلاب وجعلهم في ظروف دراسية أحسن.
ومن هنا لا يسعنا إلا أن نقول أن الإتحاد الوطني لم يوفق في هذه العشرية فقط بقدر ما وفق في عشريات أخريات في شتى ميادين العمل النقابي الطلابي بل المئات و الآلاف من القضايا التي تهم الطلاب في المجالات الخدمية والتربوي والمؤسسية ضمنت للإتحاد الوطني أن يظل كما كان النقابة الفاعلة الخادمة للطلاب وتأبى في سبيل ذلك الخنوع والركوع للإدارات المعنية، كما تأبى الشخصنة وتعتمد بدلها المؤسسية والديمقراطية كأداة راقية للضغط على الجهات المعنية من أجل الاستجابة لمطالب الطلاب، وانتزاع حقوقهم عنوة من كل يد تريد أن "تتلحمس" عليها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق