بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 4 يونيو 2010

في استقبال محمد غلام (سفير الحرية)..

الشيخ داداه ولد آباه
cheikhdadah85@gmail.com


قدر الله أن أكون من بين الذين استقبلوا سفير الحرية ورافع علم موريتانيا على سفينة مرمرة وهو الأمين العام للرباط الوطني لنصرة فلسطين الأستاذ محمد غلام ولد الحاج الشيخ، فقرت عيني بتفاصيل الاستقبال بدءا بقاعة الشرف بمطار انواكشوط مرورا بالاستقبالات الشعبية له عند باب المطار والمسيرة الراجلة التي رافقت السيارة التي أقلته من المطار وحتى مقر تواصل وانتهاء بخطابه المميز والمفعم بالحيوية والإيمان والأدب والتواضع لله عند مقر التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل).
 

ولأنه رجل ضحى بنفسه وماله وجهده ووقته وكل ما يملك من أجل نصرة فلسطين وكسر الحصار عن غزة ولأن قلوب الموريتانيين تتلهف للقراءة عن تفاصيل إستقباله لذلك أردت أن  أنشر هذه الكواليس التي سجلتها - بصعوبة - من مختلف محطات الاستقبال.
كانت ليلة جميلة بكل المقاييس نسيم بارد نتنسمه ونحن في انتظار سفير الحرية في قاعة "الشرف" بمطار انواكشوط، كوكبة من قادة البلد العلمية والسياسية والفكرية والثقافية وعلى رأسهم العلامة محمد الحسن ولد الددو ترابط في قاعة الشرف تنتظر من رفع رأس موريتانيا ومثلها في أسطول الحرية - مساهما ولو بشق تمرة في كسر الحصار عن غزة – تنظر بفارغ الصبر أن ينزل هذا السفير من سلم الطائرة، وما هي إلا ساعات حتى سمعنا أزيز الطائرة فتهادى القوم – من وزراء سابقين ورؤساء أحزاب سياسية وقادة الفكر والرأي في البلد - إليها وما هي إلا بضع دقائق حتى أطل إلينا من باب قاعة الشرف حيث زاحمه باقي المستقبلين - من الذين لم يسمح لهم باستقباله عند سلم الطائرة – أطل سفير الحرية بثغر مبتسم – رغم علامات الإرهاق والتعب البادية عليه – فبدأ يسلم على هذا وذاك– بتواضع جم –، يمد يده إلى الصغير فينحني له تماما كما ينحني للشيخ الكبير، ولسانه ينطق بعبارات الحمد والشكر لله، وقبل أن يتجاوز عتبة الباب كان على موعد مع الصحفيين الذي يتلهفوا إلى عباراته الجميلة الأديبة "فأرسلها عبارات تشق السبع الطباق لتدك الحصون والمعاقل في دويلة الكيان الصهيوني البغيض قائلا " أشكر الموريتانيين الذين اختاروني ممثلا لهم في أسطول الحرية وأنا مستعد للرجوع لأن أمثلهم مرة أخرى في قافلة أخرى وأقول: إن مما اكتشفته عن قرب أن هناك كيانا بغيضا توفر له الحماية من دول غربية ليكون معول هدم للأمة الإسلامية وهذا الكيان لا يتورع عن أي كذبة يقولها لتبرير ما يقوم به من أعمال إجرام يقوم بها وأضيف أن كل السخافات التي سوقوها والتي تقول باستعمالنا للعنف ضدهم وحملنا للسلاح هي كذب وزور ولا أساس لها من الصحة"، وبعد هذا التصريح مباشرة خرج السفير ولد الحاج الشيخ من قاعة الشرف ليطل على الجماهير التي تنتظره عند بوابة المطار الخارجية حينها تعالت الهتافات والتكبيرات ولم تتمالك الجماهير التي غص بها مطار انواكشوط نفسها فأنكبت عليه لتحييه عن قرب بل تحظى بسلام عليه – ولأنه كان مرهقا – كان لزاما على المحيطين به أن يسرعوا إلى السيارة التي ستقله – وهي سيارة العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو – ليقربوها منه ليركبها علها أن تخفف من ضغط الجماهير عليه، ومن إن ركبها حتى أطل من نافذتها العلوية ومعه الشيخ محمد الحسن ولد الددو فبدأ يحيي الجماهير التي تقترب من السيارة وتحاول التسلق عليها مما جعل الشرطة تتدخل لمنع الجماهير من تسلق السيارة، تحركت السيارة – التي أحاط بها رجال الشرطة من كل جانب - في سير بطيء نحو حزب تواصل لترافقها الجماهير في مسيرة راجلة وأخرى بالسيارات وذلك lن مطار انواكشوط وحتى مقر حزب تواصل – حيث كان في انتظاره أيضا آلاف الموريتانيين- نزل السفير من سيارته وصعد إلى المنصة المخصصة والتي زينت بصور أبطال الأمة من أمثال الشيخ راد صلاح ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأيضا بالأعلام - الموريتاني و الفلسطيني و التركي – وخطب خطبة هزت أركان الجمهور "قال فيها إن قيامي بهذ الرحلة - هو اصطفاء من الله لي – وهدفي منها هو مرضاة الله وأن يتقبل مني خطوات خطوتها مع أولئك الأخيار من أحرار العالم، كما قال أن سفينة مرمرة – التي كان هو من بين ركابها – أنها كانت تحمل خلاصة العالم أي 650 راكبا من مختلف دول العالم، وأضاف عشنا في هذه السفينة أجواء من الود غير عادية وكان من بين ركاب السفينة يهود ونصار وعرب أي أنها فلعا كانت تحمل خلاصة العالم في جو من الود والتراحم وكنا نحمل هما واحدا هو نصرة فلسطين وكسر الحصار عن غزة، كنا نتحدث في هنا عن خبث يهود لكننا في رحلتنا هذه شاهدنا مظاهر ذلك الخبث وكنا نرى كتاب الله يصدق فيهم من حيث أنهم قوم لا خلاق لهم وقوم جبناء وما إلى ذلك من الأوصاف التي لا تليق إلا بهم وقال أن كل النوائب التي تحل بأمتنا هي عامل إيقاظ لها" وتحدث عن واقعهم قفي السفينة وكيف أنها كانت تحمل شبابا مسلما يتحلق للذكر للصلاة وقراءة القرآن وأضاف "قضينا أياما مع أمة عظيمة هي تركيا.
وكرر سفير الحيرة ولد الحاج الشيخ قولة أردوغان أن مصير فلسطين مرتبط بمصير اسطنبول ومصير القاهرة. 
وما إن أنهى كلمته التي تخللتها العديد من المقاطع الشعرية الجميلة والمؤثرة والتي استنهضت - بلاشك - شباب موريتانيا حتى انصرف - مودعا كل الحضور - ليأخذ قسطا من الراحة بعد أن أكمل المهمة على أحسن وجه ورفع العلم الموريتاني من على سفينة مرمرة ورفع شعار الرباط الوطني لنصرة فلسطين في أسطول الحرية وأعطى لشباب الأمة درسا يقتدى به في التضحية والبذل..
فهنيئا لك يا سفير الحرية.. هنيئا لك بطل الأمة.. هنيئا وهنيئا وهنيئا... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق